هل المواطن محتاج إلى دروس في التربية الوطنية يتلقاها في المدرسة ليتعلم كيف يحب وطنه..!؟... هل المواطن يحتاج إلى معلم يلقِّنه كيف يحبُّ وطنه ؟...
حبُّ الوطن أيها السادة كحبِّ الأم لإبنها .. شعورٌغريزيٌ يتغلغل داخل النفس دون تعليم أو تدريب... حبٌّ يبدأ منذ لحظة الولادة ... ويتضح مع سن الوعي والفهم .... ويزداد قوة وعمقا مع الأيام .
نحن كلنا نحب وطننا ونعتز بوجودنا فيه ، ولا نحتاج إلى كتب ودروس مطوَّلة تعلمنا هذا الحب أو تشرح لنا مايترتب عليه من واجبات .
الحبُّ ياسادة لايدرَّس في المدارس ،ولكنه يُبذر ويُزرع ويُغرس في النفوس منذ نعومة الأظافر....
وحين تمتليء قلوبنا بحب هذا الوطن ... ونشعر أن لناوطناً يحبنا كما نحبه ... وقتها سنتعلم كيف نعبِّر عن حبنا لهذا الوطن بشتى الطرق .
أماَّ كيف يمكن غرس حبِّ الوطن في المواطن.. ؟....فهذا يتحقق :
حين يشعر المواطن بأن هذا الوطن ملك له وأنه جزءٌ منه ....وأنه ليس مجرد مواطن بالإسم فقط.
وحين يشعر بالأمان في هذا الوطن ...ويشعر بأنه مطالب بحماية الوطن من أعدائه .
حين يشعر بأنه فرد له قيمته ....وأن صوته مسموع ورأيه مطلوب.
حين يتعلم أن يشارك في بناء هذا الوطن ورفعته .
حين لايسمح لأي جهة كانت بترويع هذا المواطن أو الإعتداء على حريته الشخصية .
حين لايخاف المواطن من إعلان رأيه بصراحة .
حين يطلب منه الرأي في تنفيذ الخطط والمشروعات ... ولايستيقظ فيجد القرارات جاهزة ومختومة.
حين يمتلك كل مواطن قطعة من أرض هذا الوطن يبني عليها مسكنه ،أو يزرعها ليأكل من خيراتها.
حين يصبح للمرأة والطفل في هذا الوطن مكانة وكرامة ...فلا تهان كرامة المرأة ولايُساء إلى الطفل. حين لايحتاج المواطن إلى الشكوى وتقديم العرائض والتذلل وطلب المساعدة لينال حقَّـه.
حين يجد كل مواطن مكانه محفوظا في المدارس والجامعات والمعاهد .... ويجد فرصة العمل في المجال والمكان المناسب لإمكانياته ... ولايحتاج للواسطات ليحصل على فرصة الدراسة أو العمل .
حين يذهب المواطن إلى أي جهة أوأي وزارة لينجز معاملة له فيجد الأبواب مفتوحة لاستقباله والنظر في موضوعه دون حاجة إلى اللجوء إلى من يعرفه هناك لينهي معاملته بسهولة ويسر.
حين يتحقق كل هذا فإنَّ المواطن سيحبُّ بلده ويفديه بالروح والدم ، ولن يحتاج إلى مايسمى بمادة التربية الوطنية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق