الخميس، 20 مايو 2010

وداعا أيتها الصحراء


حين نتعب من همومنا ... ومن ألم البوح .. .. وترهقنا ثرثرات النثر ... ويعذِبنا عجز الحروف .. نلجأ إلى الشعر . وهنا أجمل الشعر .... إنها قصيدة رائعة لشاعر متميِّز ..... إنَّه شاعرعصريٌ يعيش بيننا ، ولكنه ينتمي إلى عصر الشعراء الفطاحلة ...

هو أحمد بخيت ......... ولكن من هو أحمد بخيت ؟

هو شاعرمصري وُلد في 26 فبراير 1966 بمدينة أسيوط بمحافظة أسيوط. عاش طفولته وتلقّى تعليمة في القاهرة. و تخرّج من دار العلومِ عام 1989. عمل معيداً بقسم النقد والبلاغة والأدب المقارَن بكلّية الدراسات العربية والإسلامية جامعة القاهرة - فرع الفيوم منذ عام 1990. ثم ترك العمل الأكاديمي منذ سنوات ليتفرغ للكتابة.له عدة دواوين.

.وفاز بالعديد من الجوائز ، من بينها جائزة البابطين للشعر، وجائزة الدولة التقديريه للشعراء الشباب

كما حصل أخيراً على جائزة المركز الثالث في مسابقة (أمير الشعراء) للعام 2008

وهذه قصيدته الرائعة :

( وداعا أيتها الصحراء )

سأخـرجُ مـن حريـر العاشـقــاتِ
ومـن ذهــبٍ يـخـونُ معلّقــــاتـي
أجـلْ لـي صاحـبٌ يبكـي فأبكــي
ولـي طـلـلٌ يلـيـق بمفـــــرداتـي
ولـي لغتـــن: فصـحـى أنجبتـنـي
ودارجـــةٌٌ سأمنحُـهـــــا رُفـاتــي!

ولي زهـوُ «المنخّـل» حيـن يُفضـي
بأسـرارِالبُـروقِ إلــى الحـصــــــاةِ
ولـي شـرفُ الصعـودِ إلـى غيـــومٍ
تُقطّرنـي علـى «خــدر الفـتـــــاة»

ولـي خبـزُ الخرافـةِ ملـحُ دمعــي
رمــالُ بـداوتـي خـمـرُ انفـلاتـي
ولـي بـابٌ علـى الملكـوت نبــعٌ
بـوادي الـجـنِّ عـيـنٌ للمَـهـــــاة

ولـي أبـديّـةُ الصـحـــراءِ لـيـلٌ
بــآلاف النـجـوم الشاحـبــــــات
حنيـنُ النُّـوق ياقوتُ القــوافــي
ولألاءُ التصعـلـكِ فــي الـفـلاة

ولـيْ مـا ليـس لـي خمسـون أمّـاً
ولكـنـِّي يـتـيــمُ الأغـنـيــــــــات
أتيتُ وفـي يـدي العســـراءِ سيـفٌ
ينـوحُ علـى الضحـيّـة والجُـنـــــاة
بكيتُ ومـا بكيـتُ قـروحَ روحـي
ولا شـوقـي للـيـل الظاعـنــــــات
سيرتهـنَّ "السمؤل" مـن دروعـي
وديعـةَ ذاهــبٍ نـحـو المـمـــــــات
ستنسلـخ القبـائـلُ مـنْ دمـاهـــــــا
ستنتقـمُ الحيــاةُ مــن الحـيــــــــاة!!

أأطلـبُ فـي بـلاط الــرومِ ملكــاً
ولـي ملـكُ الريـاحِ السافـيـــات؟
سأتـرك لـحـمَ أسـلافـي لقيـطـــاً
يحـنُّ إلــى حـنـان الأمّـهــــــات
وأبحـث عـن معلّـقـةٍ لـروحــي
بعيـداًعـن صـواريـخ الغُـــزاة

سلامـاًياامـروأَ القيـسِ انتهينـــــــا
حقائـبَ فـي مطـارات الشَّـتـــــات
أنـا لاأعبــــــدُ الأصـنــــامَ شـعـراً
ولا أبكي الـرســـومَ الـدارســـات
فُطمت عن الوقـوف على خرابٍ
وتأبيــنِ الـرمــــادِ بنهنـهــــاتـي
برئـتُ مـن افتـخــارٍ عنجـهـــيٍّ
بأيــَّــام الـعـظــــــامِ البـالـيــات
ولـم أصعــدْ إلـى نسـبٍ عـريـقٍ
سوى نسـبِ الصحيفـةِ والـدَّواة!!

سقطـتُ إلـى الحيـاة دماً أليـفـــــاً
يـخـوضُ المعمـعـــانَ بـــلا أداة
ومـا لـي فـي ربـاط الخيـلِ جهـدٌ
جهـادي فـي ربــاط الغانـيــــات
أنـا مـا لا يحـبُّ الـنـاسُ مـنـــي
إمـامُ الـيـأسِ مـهـديُّ الـغُــــواة

ورثتُ مـن الحضـارة خمـرَ كسـرى
وآلاتِ الـقِـيــــــانِ الـعـازفــــــات
مـن الـروم التسكّــــعَ قـربَ دَيْـرٍ
گراهـيـةَ الـرعـيّـةِ لـلـرعــــــــاة
من الهند المنجِّــــــمَ حيـن يتلـــــو
طَوالـعَ فــي كـتـاب النـيّـــــرات
مـن اليونـان سفسطتـي وشـكّــي
وحـيـرةِ موقـفـي وتســـاؤلاتـي!!

سأهبـطُ جنّـةَ الشيـطـانِ يـومـاً
وأقـرع بـابَ مملـكـةِ العُـصـاة
وأصعـدُ نـحـو علّيـيـنَ يـومـــــاً
لتقتـحـمَ الـسـمـــــــاءَ تبـتُّـلاتـي
سأعصـر گرمـةَ الأيــامِ خـمـراً
وأسـقـي للحـيــاة تناقـضـاتـــي

سلاماً يـا ابـنَ هانـىءِ نحـن جئنـا
بعصـر الشـكِّ لا عصـرِ الـهُــداة
عنيـــداً أبتـغـي مــا لا يُسَـمَّــــى
وحـيـــداً أستـظـلُّ بمعـجـزاتــي

سأخترق النبـوءة - دون خـوفٍ -
علـى خيـلِ المعـانـي الخـــالـدات
نُفِيـتُ فغبـتُ كـي أَنْفـي غيــابــي
نُعيـتُ فجئـتُ كـي أَنْعَـى نُعــاتـي

أنـا هـو أحمـدُ الكـوفـيُّ .. نـامــوا
علـى خُبْـث الرعـيّــــــــةِ والــولاة
أنـا هـو أحمـد الكوفـيُّ قـومــــــــوا
علـى غـدر السيـــوفِ المشرعـات

ستسقـط ألـفُ «بغـدادٍ» فسيـروا
إلـى ملـك الأعـاجـمِ والخُـصـــاة
فـررتُ إلـى الـذي سأفـرّ مـنـــهُ
وألجأنـي الفـواتُ إلــى الـفــوات

خسرتُ أَجَلْ .. خسرتُ نفسـي
لأربـحَ مـا خسـرتُ مـن الهِبـات
ولكـنـي أكـيـدُكُــــمُو بـمـوتــــــي
وفي شـرف الـردى شـرفُ الحيـاة
سأذهـب طاهـراً منـكـم ومـنِّـي
إلـى ملكـوت سيّـدةِ اللـغــــــات!!

دخلـتُ «معـرّةَ النعمـانِ» أعمـى
يرى زحـفَ العُصـارة فـي النبـات
يـرى بـؤسَ الأجنّـةِ وهـي تعـــوي
مـن الأصـلاب بحثـاً عـن فُتــــات
وها أنـا فـي الثلاثـة مـن سُجونـي
غـرابُ الـروحِ ينعـبُ فـي لُهاتـي

شُفيتُ فمـا شَقيـتُ بـإرث مـاضٍ
شقيـتُ فمــــا سُبـيـتُ بحـلــــم آت
فكيف طُـردتُ مـن جنّـات شكّـي
مجوسـيّـاً يكفّـرنـي قُـضــــــاتـي؟

ومن أنـا والتـرابُ يغـوصُ تحتـي ؟
ومـن أنـا فـي سمــــاء الطـائـرات؟
ومـنْ أنـا فـي ســــلامٍ معـدنـــــيٍّ ؟
ومن أنـا فـي حـروب الحاسبـات؟

سلامـــاً أيهـا الحـاسـوبُ صــــرنـا
قــوائـمَ فـي ســلال المهـمــــــــلات
سأبحـث عـن «لزوميـاتِ» صمتـي
وعـن قـبـرٍ بحـجــم تأمُّـلاتـــــــي!!

لـمــــاذا لا تُتابـعـنـــي ظـلالــي؟
لـمـاذا لا تُشابهـنـي صفاتـــــــي
لمـاذا خَــرّبَ النسـيـــــانُ قلـبـي
وخانتـنـي شجـاعــــةُ ذكـريـاتـي
فـلا طـربٌ ليأنـسَ بـي صِحابـي
ولا غـضـبٌ ليخشــانـي عِـداتـي

كأنِّـي خـارجٌ مـن كـلّ شـــــيءٍ
يُسابقني إلـى مـوتي مَــــواتي!!
بعيداًعن دمـي عـن حـزن أهلـي
بعيـداً عـن عــذابِ الكائـنـــــات
يمـرُّ الفاتـحـون عـلـى عظـامـي
فـلا تدمـى ولا تُـدمـي قَنــــاتـي

أنـا حجـــرُ النهـايــــةِ فاتركُـونـي
لأغـرقَ فــي مـيــــاه تداعيـــاتـي
هـوتْ عشـرون أندلســــاً لأبـكـي
علـى أطلالـهـا مـجـدَ الحُـفـــــــاة

فمن سيرى قـرابَ السيـفِ يبكـي ؟
ومـن سيلُـمُّ دمـعَ الصافـنــــــــات؟
ومن سيشـمُّ رائحـةَ «ابـنِ رشـدٍ»
تسافـرُ فـي مـداد «الترجـمـات»
ومن سيضـوعُ مِسـكُ الـروحِ فيـهِ
ويسكُـن فــي بـهـاء مُنمنمـاتــــي ؟
ومـن سيكـون آخــرَ عَبْشـمــــيٍّ
يُمـزّقـه نـحـيـبُ مُوشّـحـــــاتـي ؟
ومـن سيعلّـقُ الأجــراسَ مـنــــَّــا
- قُبيلَ الفجرِ - فـي عُنُـق الكُمـاة ؟

أتسـألُ يـا «ابـن زيـدون» لمـاذا
يعـافُ الشـدوَ جـبّـارُ الـشُّــــــــداة
مضى زمـنُ الذيـن حَمَـوْا حِماهـم
وليـس يليـقُ بـي زمـنُ اللـواتـــي
إلـى الرَّبْـع الخـرابِ نعـود رَهْـواً
«فـلا ثقلـتْ بطـونُ المنجِـبـات»

أنـا المتحـدِّثُ الشعـبـيُّ باسـمــــي
وباسـم اليائسيـن مــن النـجـــــــاة
مُـدانٌ بارتكـاب «الحـزنِ» جهـراً
ومتَّـهـمٌ بـإزعـــاج الـطـغــــــــاة
أنـا مـنـدوبُ تدشـيــــــنٍ لجـيـلٍ
تَناسـلَ فـي زحــام الحـافـــلات
تساقـط مـن دم الأرحـامِ كـهـــلاً
لتلعـنَــــــــه أكـــفُّ الـقــــابـلات
نما فـي السهـو فـي عَطَـن الليالـي
وفـي عُقْـم الخطـى واللافـتــات!!

أُبشّـرُكـم بتِـنّـيـــنٍ رهــــــيــبٍ
تَنفّـسَ تحـت سقـفِ العـائـلات
سيـرفـضُ إرثَـكـم دون امتـنــانٍ
ويعبـر سخطَـكـم دون التـفــــات
سيرقـص فــي قمـيـصٍ أجنـبـيٍّ
ويحـشـو تـبـغَـهُ بالمـوبـقــــات
سيهبـطُ نـحـو غُلْمـتـه لـيــأوي
إلـى قطـط الـغـرامِ الجائـعـــات
سيصنـع مـن أُبوّتكـم رصـاصـاً
لتندلـعَ الجريمـةُ فــي الجـهـــات
سيفـرحُ عندمـا تعطيـه «رومــا»
معـونـةَ شـهــــــوةٍ ومُعـلَّـبـــــات
سيخرج مـن ربـاط الخيـلِ قسـراً
ويُطْـرَد مـن دعــاء المئـــذنـات

سلاماً يا " ابن عبدلله " «رومـا»
تُـوزّع خبزَنـا وقـتَ الـصـــــلاة!!
لمـاذا تجرحـيـن صـفـــاءَ يـأسـي
وتجترحـيـن هــدأةَ خـارطـــاتـي
وتبتكـريـن نـافــــــذةً لـروحـــي
وتخترعـيـن ثـالـثـــةَ الـرئــــات
حنانَـكِ أخطـرُ الغـربــــاءِ قلـبـي
وأخطـرُ مـا بقلـبـك وشوشـاتـي

أخافـكِ أم أخـافُ عليـــكِ مـنِّــي؟
همـا خوفـان: حَـنّـانٌ وعـــــــات
أجيئـــكِ فارغـــاً مـن كـل حـلـمٍ
وممتـلـئـاً كقُـبّـعــــــــــة الـحُــواة
مـن الوعـظ الجبـان مـن الأغانـي
من الخُطـب التـي التهمـتْ ثباتـي
ومن گتـب "الحماسة"و"الأمالي "
ومـن أشهـــــى أكـاذيـبِ الــرواة
مـن اللغـو المحنَّـط فـي حــواشٍ
علـى مـتـنٍ لألـغـاز النُّـحــــــــاة!
ومـن صـوف الدراويـشِ التكايـا
دفـوفِ الـزارِ شعــوذةِ الـرُّقـــاة!
مـن الحـبّ الـذي لا حـبَّ فيــــهِ
مـن الجسـد المهـيَّـأ للسُّـبــــــات
من "
من «النيل الگظيمِ» إلـى «الفـرات»

وداعـاً للجمـال .. لشـمـس «آبٍ»
إذا ابتسمـتْ علـى خـدّ البـنـــات
لألـعـاب الطفـولـةِ للأحـاجـــي
لعصفـور الصـبـاحِ لسوسنـاتـي
وداعـاً للبـكــــاء بـصـدر أُمّــي
لفـيـروز العـيـونِ الصـافـيـات
لطعـم البرتقـالِ لصـبـح عـيــــدٍ
تَــلألأَ بالثـيـــاب الـزاهـيـــــات
لسطـح طفولتـي لـدجـاج أمّــي
لأفــــقٍ بـاتّـسـاع تخـيّــــلاتـي
لمقـرعـة المعـلِّـمِ حـيـن تعـلـو
فتنفـجـرُ العـنـادلُ صـادحـات
لحكمـة جَدّتـي لسـعـال جَــدّي
لأشـجـار الحـنـانِ الباسـقـات
لثـرثرة الصداقـةِ للمـقـــاهـي
لقهقـهـــــةٍ مـهـذَّبـةِ الـنِّـكــات
لآهـة «أُمّ كلـثـومٍ» «لشـوقـي»
لآلاءِ الـقـلـوبِ الـخـافـقــــــات
لنزهـة عاشقيـن لشـجـو نــايٍ
لأحــلام الصبــــايـا النـاهـدات
لبيـت الحـبِّ للغـد حيـن يـأتـي
لآلاف الـوعــوِد الـرائـعـــــات

لقـد وَدّعـتُ مـا ودّعـتُ مـنـــي
لأولـدَ مــن رمـــاد الأمنـيـــات
سأفتـرع الكتابـــــةَ وهــي بـكـرٌ
وأجـتـرح الحقـائـقَ ثَـيّـبــــــات
وأنتظـرُ القيـامـةَ فــي هـــــدوءٍ
وحيـــداً تحـت سقـفِ مُخيَّماتـي

متى تغضب ؟؟

متى تغضب ؟.....
متى تغضب؟ .. ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ..
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى.. بفأسِ القهر تُنتقض..
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت؟ أم يشتد في أعماقك المرض؟
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب أو يشكو ويعترض؟
.... ومن تخشى؟ ................
هو الله الذي يُخشى.. هو الله الذي يُحيي.. هو الله الذي يحمي..
.... وما ترمي إذا ترمي.. هو الله الذي يرمي..
وأهل الأرض كل الأرض لا والله ما ضروا ولا نفعوا.. ولا رفعوا ولا خفضوا..
فما لاقيته في الله لا تحفِل.. إذا سخطوا له ورضوا..
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى؟ عمالقةً قد انتفضوا..؟
تقول: أرى على مضضٍ.. وماذا ينفع المضضُ؟
أتنهض طفلة العامين غاضبةً.. وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟
...... متى تغضب ؟ ......
رأيت هناك أهوالاً.. رأيت الدم شلالاً...........
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً.. رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضب.. فأخبرني متى تغضب؟.........
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتب؟
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكب..
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب ولم تغضب؟
فصارحني بلا خجلٍ: لأية أمة تُنسب؟...........
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى.. فلا تتعب..
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوباً..
........ فعش أرنبْ ومُت أرنبْ..
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِ..؟
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِ..
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل.. ..........
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول؟..
وتغضب عند نقص الملح في الأكل
............متى تغضب؟..............
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ.. بظهر أبيه يستتر....؟
فما رحموا استغاثته.. ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً.. وخرّ أبوه يُحتضر.......
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى تغضب..؟ متى تغضب...؟ متى تغضب....؟ متىتغضب.....؟

موشح ديني للنقشبندي

من أجمل الموشحات الدينية للمنشد الشيخ النقشبندي
،، ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،،

مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطت يدي
مَن لي ألوذ به إياك يا سَندي
مولاى يا مولاى
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسط يَدي
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟!
مَوّلاي يامَوّلاي
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي
أدّعُو و هَمّسُ دعائي
بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائد و جل
ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد
من لي سواك؟ و من سواك
ومن سواك
ومن سواك
ومن سواك يرى قلبي؟
و يسمَعُه كُل الخلائق ظل في يدى الصَمد
أدّعوك يَاربّ
أدّعوك يَاربّى
أدّعوك يَاربّ
أدّعوك يَاربّى
فاغّفر ذلّتي كَرماً
و أجّعَل شفيع دعائي حُسن مُعتَقدّي
وانّظُر لحالي
وانّظُر لحالي
في خَوّف و في طَمع
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟!
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسط يَدي
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك

ولاة الأرض

هو من يبتدئ الخلق

وهم من يخلقون الخاتمات!

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات!

هو يعطينا الحياة

دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة!

شرط أن يكتب عزرائيل

إقراراً بقبض الروح

بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!

**
هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي

للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن

بتفتيش الرئات

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت

و بر فع ا لـبصـما ت

عن أمانينا

وطارت عشرات الطائرات

لاعتقال الصلوات!

**
ربنا قال

بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة

فاتقينا وعملنا الصالحات

والذين انغمسوا في الموبقات

سرقوا ميراثنا منا

ولم يبقوا منه

سوى المعتقلات!

**
طفح الليل..

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟

حين يأتي فجرنا عما قريب

يا طغاة

يتمنى خيركم

لو أنه كان حصاة

أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة.

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!لم


أحمد مطر

ياقاريء كلماتي بالعرض


لم يبق لنا في غمرة التفكك والضياع والتخاذل وقبول كل أنواع الذل والإحتلال بكل أنواعه سوى الصبر والإستعانة بالشعر ليحكي عنا ويصف معاناتنـا ... فالشعر يقول مالانستطيع التعبير عنه أو رسمه .... وبما أننا عاجزون عن القول وعن الفعل فلنكتف بالشعر..فهو ديوان العرب وماضيهم وتاريخهم وحاضرهم أيضا .. فلنغرق في قراءة الشعر .. ولنستمتع به ...ففيه علاج لاضطرابات نفوسنا ... وفيه تهوين لآلامنا ....

هنا قصيدة مختارة للشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ...

هي كلمات لاتحتاج تعليق أو شرح أو تدليل ... فهي التعليق والشرح وكل مفردات التفسيروالتحليلي .... الفاعل يفعل

يقول الشاعر :




في الوطنِ العربيِّ ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ


لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ


النّملةُ قطعتْ رأسَ الفيلْ
والبّقةُ شربتْ نهرَ النيل
والجّبلُ تمخّضَ.. أنجبَ فأراً
والفأرُ توّحشَّ يوماً.. وافترسَ الغولْ
والذّئبُ يغنّي يا ليلي..يا عيني
والحرباءُ تقولْ بلباقةِ سيّدةٍ تتسوّقُ في باريسَ:
"تري جانتيلْ" معقولٌ..؟
ما تعريفُ المُمكنِ والمُتصوّرِ والمعقولْ؟

يا قارىء كلماتي بالعرضِ
وقارىء كلماتي بالطّولْ
لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ
إنّي معترفٌ بجنونِ كلامي
بالجّملةِ والتّفصيلْ
ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً
بالجّرحِ وبالتّعديلْ
وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ

خذها منّي تلكَ الكلماتُ
وصدّقها من دونِ دليلْ
بعثرها في عقلكَ......
لا بأسَ إن اختلطَ الفاعلُ بالفعلِ أو المفعولْ

الفاعلُ يفعلُ
والمفعولُ به يبني ما فعلَ الفاعلُ للمجهولْ
هذا تفكيرٌ عربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ


خُذ مثلاً
ضاعتْ منّا القدسُ
وقامتْ دولةُ إسرائيلْ
من المسؤول؟
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
خذ مثلاً دبّاباتٌ ستٌ في بغدادَ
ونشراتُ الأخبارِ تقولْ:
سقطتْ بغدادُ


من المسؤولْ؟
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ

خُذ مثلاً في الوطنِ العربيِّ
ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ



لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ


لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ
أمّا نحنُ البُسطاءُ
فأفضلَ ما نفعل ان نفرحَ حينَ يفيضُ النّيلْ
أن نحزنَ حين يغيضُ النّيلْ
أن نرقصَ في الأفراحِ
ونبكي في الأتراحِ
ونؤمنَ أنَّ الأرضَ تدورُ بلا تعليلْ
والموتُ هنا مثل الفوضى
والرّيحِ يجيءُ بلا سببٍ
وبلا تعليلْ
والحربُ هنا حدثٌ ميتافيزيقي
فاعلهُ إنسانٌ مجهولْ
وضحيّتهُ أيضاً مجهولْ

هذا تفكيرٌعربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ

فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
عفويٌ مثل شروقِ الشّمسِ
بديهيٌ مثل التّنزيلْ

أمرٌ مفروضٌ حتميٌ
وقضاءٌ مثل قضاءِ اللهِب
لا تبديلْ
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
وعلينا أن نصبرَ دوماً
فالصّبرُ جميلْ

ما أسخفها تلكَ الجّملةُ .. "الصّبرُ جميلْ"
ولدتْ جملاً أخرى تُشبهها
خُذ مثلا الخوف جميلْ
الذّلُّ جميلْ
الموتُ جميلْ
الهربُ من الأقدارِ جميلْ
وجميلٌ أن يُقتلَ منّا في غزّة يوماً مائةُ قتيلْ
وجميلٌ أن ننسى في اليومِ التّالي
ـ فالنّسيانُ جميلْ وجميلٌ ـ
أن تأتينا أمريكا بجيوشٍ وأساطيلْ


وجميلٌ أنْ تحترقَ الأرضُ
فلا يبقى زرعٌ ونخيلْ
وجميلٌ أنْ تختنقَ الخيلُ
فلا يبقى نزقٌ وصهيلْ
وجميلٌ أنْ تتهاوى كلُّ عواصمنا كي تبقى دولةُ إسرائيلْ
ياربِّ. .كفرتُ بإسرائيلْ
وكفرتُ بكلَِ حوادثنا المبنيّةِ دوماً للمجهولْ


ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هي وهمٌ
كالنّملةِ والبّقةِ
نحنُ جعلناها كالفيلْ
وتركناها تتدحرجُ فوقَ خريطتنا يوماً كالفيلْ
وتدوسُ علينا مثل الفيلْ
وتدكُّ قُرانا مثل الفيلْ

ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هذا الوهمُ الملتفُّ على الأعناقِ
إذا قررنا يوماً
سوفَ يزولْ

ياربِّ كفرتُ بإسرائيلْ ...

الموتُ الموتُ لإسرائيلْ

الكون


الكون أو الوجود موجود .. و ممتد الى الأزل .. و ليس محدود .. و لا يحد الوجود إلا العدم .. و العدم معدوم في كل زمان و مكان .. و اذا كان الكون"الوجود" في يوم من الأيام "معدوم" فهي مسألة تحتاج إلى برهان .. لذلك ليس من المنطق ان نسأل من اوجد الكون "الوجود" ..؟ لأن بالمنطق الوجود موجود و لم يكن منعدما ..

هذا بعضٌ ممايقوله الملحدون ... ومايروجون له ........

ه

متى تغضب ؟


أبيات رائعة لشاعر فلسطيني هو الدكتور عبد الغني التميمي
أبيات جميلة ... ولكنها مؤلمة ...حارقة ... معبِّرة عن خيباتنا العربية ... عن انتكاساتنا ...عن ضعفنا ....
هذه هي الأبيات التي لوقرئت على جبل لهزته ... ولم تهزنا نحن العرب ...اقرؤها ......ثم اسمعوها في الرابط الثاني ... فلعلَّ القلوب الخامدة تتحرك ..... ولعلَّ النفوس الميتة تحيا ...
ينسب البعض هذه القصيدة للشاعر العراقي أحمد مطر .... كما نسبها البعض الآخر إلى الشيخ سيد العفاني الذي ألقاها بصوته .... والبعض نسبها للدكتور عبد الرحمن العشماوي .... والذي يبدو هو أن البعض عارضها بقصائد مشابهة منهم الدكتور أسامة أحمد فتشابهت القصائد .... ولكن هذه القصيدة هي الأجمل على الإطلاق والأكثر تأثيرا ..... وبعد البحث وجدت أنها لهذا الشاعر الذي يسمى بشاعر الأقصى ... وهو من أبناء رام الله ... وقد نشأ بالمملكة العربية السعودية وتعلم بها حتى حصل على الدكتوراه... وهو يلقيها بصوته في موقعه ...http://www.abdalgani.com/
وهذا هو رابط موقع أفضل الذي توجد به القصيدة :

"أخي بالله أخبرني متى تغضب ؟".

أعيرونا مدافعكم ليوم لا مدامعكم
أعيرونا وظلـُّوا في مواقعكم
..
بني الأسلام
ما زالت مواجعنا مواجعكم مصارعنا مصارعكم
أذا ما أغرق الطوفان شارعنا سيغرق منه شارعكم
ألسنا اخوة في الدين ؟؟
..
ألسنا اخوة في الدين قد كنا .... و ما زلنا
فهل هنتم وهل هنَّـا ؟؟
أيعجبكم إذا ضعنا؟؟
أيسعدكم إذا جعنا؟
..
وما معنى بان قلوبكم معنا؟
ألسنا يا بني الاسلام اخوتكم ؟
أليس مظلة التوحيد تجمعنا !
..
أعيرونا مدافعكم
أعيرونا ولو شبرا نمر عليه للاقصى
..
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى!!
وأن نُمحى !!
أعيرونا مدافعكم وخلـُّوا الشجب و استحيوا
سئمنا الشَّجب و الردحا ....
..
أخي بالله اخبرني متى تغضب
إذا انتهكت محارمنا !! قد انتهكت

إذا نسفت معالمنا !!! لقد نسفت
إذا قتلت شهامتنا !!! لقد قتـلت

إذا ديست كرامتنا ... لقد ديست


إذا هدمت مساجدنا ... لقد هُدمت

..
وظلَّت قُدسنا تغضب ...... ولم تغضب ؟؟
فأخبرني متى تغضب !!
..
إذا لله...... للحرمات..... للاسلام لم تغضب
فأخبرني متى تغضب ؟؟!!!
..
رأيت براءة الأطفال في الشاشات كيف يهزها الغضب
ورباتِ الخدور رأيتها بالدم تختضبُ

..
رأيت سواري الأقصى كالأطفال تنتحب
وتُهتك حولك الأعراض في صلف وتجلس أنت ترتقب !!!
..
متى تغضب ؟؟
ألم تنظر الى الأطفال في الأقصى عمالقةً قد انتفضوا
أتنهض طفلة العامين غاضبة....
وصناع القرار اليوم لا غضبوا و لا نهضوا !!!!
..
ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفر
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلع بظهر أبيه يستتر
فما رحموا استغاثته ولا اكترثوا ولا شعروا
فخر لوجهه ميْتا وخرَّ أبوه يحتضر
..
رأيت هناك في غزة أهوالا رأيت الدم شلالا

رأيت القهر ألوانا وأشكالا ولم تغضب ؟؟

..

فصارحني بلا خجل ... لأيِّ أمة تنسب

لم آكل شيئا منذ بداية العام

هى أروع ما كتب الشاعر الكبير فاروق جويدة تقرأها الآن وبعد كتابتها بأكثر من عشرين سنه فتشعر أنها تتكلم عما يحدث الأن كأنها كتبت اليوم .
القصيدة كتبت عندما حاصر شيعة امل المخيمات الفلسطينية فى لبنان . . . ووسط القصف الشديد ومن بين أشلاء القتلى بالمئات والجرحى والدماء وحيث الحصار الشديد والرصاص والجوع يملأ الشوارع بالجثث الفلسطينية يرسل أهل المخيم يطلبون من علماء المسلمين فتوى بشأن مشروعية سد رمق الجوعى بأكل لحوم قتلاهم ليكتفى الموت بقتلي الرصاص .. ويرتفع عن قتلى الجوع وندرة الزاد .
هز هذا الطلب الشاعر الكبير وكتب قصيدته فكانت أبلغ وأصدق تعبير عن الحدث .

القصيدة للشاعر فاروق جويدة ...
والمناسبة  طلب الفلسطينيون المحاصرون في لبنان (82 19)
فتوى من علماء المسلمين تبيح لهم أكل جثث الموتى حتى لا يموتوا جوعا ".


لم أكل شيئا منذ بداية هذا العام
والجوع القاتل يأكلنى
يتسلل سما .. فى الأحشاء
يشطرنى فى كل الأرجاء
أرقب أشلائى فى صمت فأرى الأشلاء .. بلا أشلاء
من منكم يمنحنى فتوى باسم الاسلام
أن أكل ابنى
ابنى قد مات
قتلوه أمامى
قد سقط صريعا بين مخالب جوع لا يرحم
وبعد دقائق سوف أموت
ودماء صغيرى شلال يتدفق فوق الطرقات
اعطونى الفرصة كى أنجو من شبح الموت
لا شئ أمامى اكله .. لا شئ سواه
*  *  *
لا تنزعجوا ..
لست بمجنون أو قاتل
فأنا صليت الفجر ورب الكعبة عشر سنين
لم أترك فرضا
وكثيرا ما أقرأ وحدى
ورد الصوفية كل صباح
وكثيرا ما يسبح قلبى بين القرآن
وأنا والله أصوم ويسحرنى
قبس من نور فى رمضان
وأهيم وحيدا
حين يطل على قلبى نور الرحمن
*  *  *
وأنا والله أخاف الله
وأخشى يوما تنكرنى فيه قدماى
أو يسأم جفنى من عينى
وتثور على صمتى شفتاى
أو يهرب وجهى من وجهى
وتموت على جفنى عيناى
قد جئت الآن لأسألكم
أفتونى باسم الإسلام
أن أكل ابنى
إنى والله أبوه وأعرف أمه
أشهد والله بأن امرأتى
ما كانت يوما زانية .. كى تزنى فيه
ولدى من صلبى أعرفه
من لون الشعر ..  إلى قدميه
وجها - هو يحمل لونى
منذ رأيت حقول القمح
تضئ الفجرعلي عينيه
هو يحمل لون الشعر
وان كانت أطياف الضوء
تطارد شبح الليل على رأسى
هو يحمل أوصاف شبابى
لكنى أشهد أن وليدى
كان عنيد الحلم فلم يحمل
فى يوم شيئا من يأسى
وهناك على الصدر علامة
وطن مغتصب ..  وكرامة
*  *  *
لم أنجب غيره ..
قد عشت أخاف سحابة حزن
سوف تغلف أيامى
قد عشت أسير بأرض الله
وأجهل خطوة أقدامى
فلماذا أنجب والدنيا
وطن مصلوب الجدران
إنى إنسان ..
أحمل أوصاف الإنسان
أتكلم .. أحلم .. أمشى .. أو أبكى
أو أكتب شعرا
حين يطل على عينى وجه  الأحزان
لكنى لا أملك وطنا
لا بيت لدى .. ولا عنوان
تلفظنى كل الأبواب
تصفعنى كل الأعتاب
فأنا مكروه مرفوض فى كل كتاب
كل الأبواب أمام العين
يحاصرها شبح الحراس
فأنا محسوب بين الناس
لكنى شئ .. غير الناس
*  *  *
أحببت صغيرى
حملته يداى وأسمعنى أحلى الضحكات
ولدى قد مات
أحمله الآن على صدرى أشلاء رفات
كم كنت أصلى فى عينيه
ويغمرنى ضوء الصلوات
كم كنت أحدق فيه
فألمح عمرى بين يديه
كم كنت أصلى الفجر
ويشرق نور الخالق فى عينيه
كم كنت أراه الوطن القادم
من أشلاء الوطن المهزوم
كم كنت أراه وأسمعه
يبكى فى الليل
فأسمع فيه صهيل الخيل
وألمح فيه الفرس الجامح
يتهادى فوق الأسوار
أراه المارد يخرج
بين سواد الليل خيوط نهار
ويقول كلاما أفهمه
لكنى أبدا لا أحكيه
أعرفتم كيف نقول
كلاما فى الأعماق
ونخشى يوما أن نحكيه
ولدى من زمن يسكننى
وأنا من زمن أسكنه
قد عاش زمانا فى صدرى
والآن تكفنه عينى
فدعونى اكل من ابنى
كى أنقذ عمرى
*  *  *
ماذا أكل من ابنى ...
من أين سأبدأ
لن أقرب أبدا من عينيه
عيناه الحد الفاصل
بين زمان يعرفنى
وزمان آخر ينكرنى
لن أقرب أبدا من شفتيه
شفتاه نبى مصلوب
برسالة نور تهدينى
وبريق ضلال  .. يجذبنى
لن أقرب أبدا من قدميه
قدماه نهاية ترحالى
فى وطن عشت أطارده
وزمان عاش يطاردنى
*  *  *
ماذا أكل من ابنى يا زمن العار
تكتب أشعارا فى الفقراء وفى البسطاء
وحق الثورة  .. والثوار
تتشدق عن زمن الصاروخ
وعصر العلم .. وسوق البورصة والدينار
تتباكى عن حق الإنسان
شذوذ الجنس .. ومرض الإيدز
وحق الشورى والأحرار
تكفر بالله .. تبيع الأرض
تبيع العرض وتسجد جهرا للدولار
لن أكل شيئا من ابنى يا زمن العار
ساظل أقاوم هذا العفن
لأخر نبض فى عمرى
سأموت الآن لينبت مليون وليد
وسط الأكفان على قبرى
وسأرسم فى كل صباح
وطنا مذبوحا فى صدرى
*  *  *
حاربت كثيرا أعدائى
لم أهزم منهم
حاربنى ظلى
حاربنى سيفى ياللعار
تسلل فى ظلمة ليل
كى يسكن جنبى
حاربنى قلبى
كيف الشريان تنكر يوما خادعنى
وغدا سكينا فى قلبى
فأخى فى الله وباسم الدين
وباسم محمد يقتلنى .. فى غرفة نومى
ابنى قد مات بسيف أخى
وغدا سأموت بسيف أخى
ملعون يا سيف أخى فى كل كتاب
فى التوراة وفى الإنجيل وفى القرآن
ملعون يا سيف أخى فى كل زمان
ملعون يا عار أخى
خوف فى صدر المحكومين
وقهر فى أيدى الحكام
ملعون يا سيف أخى
ماذا أبقيت من الدنيا
وعيون صغيرى بعض حطام
رحم موبوء جمعنا خانتنا كل الأرحام
ما أنت أخى
قد جئت سفاحا يا ملعون وابن حرام
ملعون يا وجه أخى
قدمى يتحلل فى الأنقاض
وبين الموتى .. والأيتام
ملعون يا سيف أخى
سيف يتعبد للسفهاء
ويذبحنا تحت الأقدام
من منكم يمنحنى فتوى باسم الإسلام
أن أقتل يوما جلادى
وأحطم كل الأصنام  .

الإسلام

يقارن البعض بين الدين الإسلامي وبين الأديان الأخرى ، من حيث أن الدين الإسلامي ليس مجرد دين عبادة، بل هو دين متشددٌُ صارمٌ على حد زعمهم ، وهو دينٌ يتحكم في حياة الإنسان ويقيِّده ويفرض عليه فرائض وعبادات لابد أن يؤديها وإلا أصبح معرضا للعقاب يوم الحساب . ويمتدح البعض ممن لايفهمون ديننا فهما صحيحا دين النصرانية فيصفونه بأنه الدين الذي يتجوَّل فقط داخل الكنيسة ولايخرج إلى الشارع ليطارد الناس الذين يعيشون على هواهم وحسب مايرتأون ... فلامحرمات ولاممنوعات ... إلا ماتحرمها

لاتصالح ... !

(1 )
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب ..
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ
....

أمل دنقل
اللهم أعنيِّ على قبول تقلبات أجواء الحياة وساعدني على تحمل أثقالها