الاثنين، 5 أكتوبر 2009

رؤيـة خاصة

لكل منا رؤيته الخاصة ...... وحين تجتمع الرؤى وتتوافق تتكون الرؤية العامة ........
ومن أجل تكوين رؤية عامة سليمة لابد من عرض الأفكار والرؤى المتعددة بحرية ودون ضغوط من أي جهة كانت .ولابد أن نتعلم كيف نكوِّن آراءنا وندعمها ونتبناها بشكل منطقي وواعٍِ .
علينا أن نتعلم كيف نبني رؤانا على أسس صحيحة ومتينة .. لاعلى أفكار نلتقطها ونتبناها دون وعي منا ... أونؤسسها بناءً على متوارثات قد تكون غير سليمة ورثناها كما هي دون تمحيص أو تهذيب .
حين نعلن عن رؤانا يهمنا معرفة رأي الآخرين ...نطلقهاوننتظر ردود الآخرين عليها ...
نطلق أفكارنا ونتأمل رؤى الآخرين ونقارنها بما لدينا من رؤى.... وقد يدهشنا أن تختلف رؤاهم ونظرتهم للأمور العامة عن نظرتنا ..... أو قد يغضبنا ذلك أحيانا إن اصدمت أفكارنا بأفكارهم ......ونتوقف أحيانا لنتساءل لم يرون الأمور بشكل مختلف عنا ...ولمَ رؤاهم مختلفة عن رؤيتنا نحن لحدث بعينه ...!...
فهل اختلاف وجهات النظر تحقق شيئا أم أنها تسبب الخلاف وتوسع نقاط الإختلاف !...
مما لاشك فيه أنه بين رؤى الآخرين للأمور وبين رؤانا الخاصة يحدث غالبا شيء ما... إما تطابق في الآراء أو اختلاف جزئي أو كامل .. !....... والتوافق والتقارب في الآراء شيء جميل جدا.... ولكن الإختلاف لابد منه لأننا كبشر خُلقنا مختلفين في أشكالنا وتركيباتنا وعقولنا وأفهامنا ...فلا عجب أن يكون هناك اختلاف في رؤيتنا للأمور وبالتالي اختلاف الأفكار ....
الإختلاف في الواقع مفيد لتحريك وجهات النظر والوصول إلى مستوى أفضل بالنسبة للأفكار والرؤى....ولكن أحيانا قد يكون الإختلاف كبيراأوعميقا .... وهنا تحدث الإصطدامات والتوترات .... بل تحدث الصراعات بأنواعها فضلا عن قيام الحروب المهلكة.
كل ذلك يمكن أن يحدث بسبب اختلاف وجهات النظر بين الناس .
يقال أن الإختلاف يجب أن لايفسد للود قضية .... ولكنه مع الأسف الشديد يفسد ويفسد ويفسد في عالمنا هذا ...
ومهما قيل عن احترام رأي الآخر ...... عن قبول وجهات النظر المتعددة .... يبقى أن الإنسان غالبا لايتحمس إلا لوجهة نظره ... ولايقبل أو يقتنع إلا برأيه ..... وبالتالي فهو أي ـ هذا الإنسان ـ لايعتقد إلا بصحة مايعتقده وفساد مايعتقده غيره .
كبشر متحضرين نحتاج إلى الثقة بالنفس والمرونة الفكرية لتقبل ونتحمل ونرضى بالفكر الآخر ونناقش آراء الآخرين بفهم ودون حساسيات وعقد نفسية كونتها خلفيات سابقة لكل منا .
الذي يتقبل رأي الآخرين مهما كان مختلفا لابد أن يكون وصل إلى مرحلة عالية من النضج الفكري والسمو الإنساني .. واكتسب نظرة واسعة وبعيدة المدى للأمور المختلفة .وتكونت لديه ذهنية متسامحة خالية من التشنج والتعصب الفكري بأنواعه .
من الواضح أن المرء يستطيع أن يكسب ود الآخرين إذا ماتفهم وجهة نظرهم المختلفة وتقبلها رغم الإختلاف ..وبذلك يضمن تفهمهم لفكره وتقبلهم لمافيه من اختلاف .
تقبلنا للإختلاف الفكري وتسامحنا مع هذا الإختلاف وقبولنا له كضرورة إنسانية لايمنع بالطبع أن يكون لكل منا رؤاه الخاصة به ..... فأفكارنا هي ما يميزنا عن غيرنا ..... ولكل وجهة نظر قيمتها المتفردة لأنها تدل على أن هناك حركة فكر وراءها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اللهم أعنيِّ على قبول تقلبات أجواء الحياة وساعدني على تحمل أثقالها