ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )...صدق الله العظيم.
عالم الأرواح سر من الأسرار التي لايطلع عليها غير مالك هذه الأرواح وحده ....... ولايعلم خوافيها إلا هو سبحانه .......عالم عجيب ُزاخرُ بكل أنواع الأسرار .....
وللعالم والطبيب الشهير إبن سينا قصيدة معروفة تحدث فيها عن الروح رمزا وبشكل فلسفي عميق نجد إشارة إلى هذه الصراعات المستمرة ...بين مطالب الجسد وتوق الروح إلى عالم الطهر والرقي .. عالم الأرواح الخالدة.
هذه هي القصيدة العينية التي اشتهرت وأطلقت الكثير من التفسيرات والتأملات حولها ... وأيضا المعارضات الشعرية من بعض الشعراء الكبار ...
والقصيدة فيها إشارات إلى سمو الروح وعلوها وعلاقتها بالبدن ، واستكانتها لسجن الجسد وتآلفها معه حتى إذا حانت ساعة الرحيل انطلقت سعيدة محلقة في فضاءاتها الواسعة ...
وهاهي القصيدة :
هبـطـت إليـك من المحـل الأرفـــع ورقــــاءُ ذات تعــــززٍ وتـمنــــع
محجوبـــة عن كل مقــلة عــارفٍ وهـي التي سفـرت ولم تـتـبرقــع
وصلت على كــرهٍ إليـك وربمـا كرهــت فراقــك وهـي ذات تفـجٌـــع
ألفـت ومــا سكنـت، فلما واصلت ألفت مجــاورة الخـراب البـلـقــع
وأظنـهــا نسيـت عهــوداً بالحــمى ومنـــازلاً بفـراقـهـا لـم تـقــنـع
حتى إذا اتصلت بهــاء هبـوطهــاعن ميــم مركـزهـا بذات الأجـرع
علقت بهــا ثــاء الثقـيل فأصبحت بَيْنَ المَعَـالِـمِ وَالطُّـلُـولِ الخُـضَّـعِ
تبكــي وقد ذكرت عهــوداً بالحمــى بمدامــعٍ تـهمـي ولمــَّا تقـلــع
وتظــل ساجعـــةً على الدِّمن التي درست بتكـرار الرياح الأربــــع
إذعاقهــا الشرك الكثيف وصدهـا قفص عن الأوج الفسيح المَرْبَـع
حتى إذا قرب المسيرمن الحمى ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوســع
سجعت وقد كُشِفَ الغطاءُ فأبصرت ما ليس يدركَ بالعيـونِ الهـجَّـع
وغـد ت مفـارقــة لكل مخــلّـفٍ عنهــا حليـف التُّرْبِ غير مُشَيِّــع
وبدت تُغـــرِّدُ فـوق ذروة شـاهـقٍ والعـلم يرفــع كل من لـم يُرفــع
فلأي شـيءِأُهبطـت من شـاهق ٍعـالٍ إلى قعرالحضيض الأوضــع ؟
إن كان أهبطـهــا الإلـه لحـكمــةٍ طويت على الفــذ اللبيـب الأروع
وهبوطهــا إن كان ضربــة لازبٍ لتكون ســامعــــة بما لم تسـمـع
وتعــود عالمـــة بكل خـــفيـــَّـة في العـالميـن ،فخرقهــا لم يرقـــع
وهي التي قطع الزمـان طريقهــاحتــى لـقــد غربت بغيـر المـطلـع
فكأنـهــــا بـرق تألـــَّق بالحمـــى ثم انطـــوى فـكأنــــه لـم يلـمــع
أنعم برد جــواب مـا أنـا ســائل عنــه فنــــار العــلم ذات تشعشـع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق