الخميس، 26 مارس 2009

بأبي الشموس الجانحات



قصيدة المتنبي الشهيرة

بأبي الشُّموسُ الجانِحاتُ غَوارِبَا ^ اللاّبِســاتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبَـا
ألمُنْهِبـــاتُ عُقُولَنَـــــا وقُلُوبَنَــا ^ المُبْدِيـاتُ مِنَ الدّلالِ غَرائِبَـــا
حاوَلْنَ تَفْدِيَتي وخِفْنَ مُراقِبــــا ^ فوَضَعْـنَ أيدِيَهُنّ فوْقَ تَرَائِبَــا
وبَسَمْنَ عَنْ بَرَدٍ خَشيتُ أُذِيبُــهُ ^ من حَرّ أنْفاسي فكُنْتُ الذّائِبَــا
يا حَبّــذا المُتَحَمّلُونَ وحَبّـــــــذا ^ وَادٍ لَثَمْتُ بهِ الغَزالَةَ كاعِبَـــا
كَيفَ الرّجاءُ منَ الخُطوبِ تخَلُّصاً ^ منْ بَعْدِ ما أنْشَبنَ فيّ مَخالِبَـا
أوْحَدْنَني وَوَجَدْنَ حُزْناً واحـــداً ^ متناهيــاً فجَعَلْنَـهُ لي صاحِبَــا
ونَصَبْنَني غَرَضَ الرّماةِ تُصِيبُني ^ مِحَنٌ أحَدُّ منَ السّيوفِ مَضارِبَا
أظْمَتْنيَ الدّنْيــــا فَلَمّـــا جِئْتُهَــــا ^ مُسْتَسْقِيـاً مَطَرَتْ عليّ مَصائِبَـا
وحُبِيتُ من خُوصِ الرّكابِ بأسوَدٍ ^ من دارِشٍ فغَدَوْتُ أمشي راكِبَـا
حالٌ متى عَلِمَ ابنُ مَنصورٍ بهَــا ^ جـــاءَ الزّمانُ إليّ مِنْها تَائِبَــــا
مَلِكٌ سِنَانُ قَنَاتِـــهِ وبَنَانُــــــــهُ ^ يَتَبَارَيانِ دَمـــاً وعُرْفاً سَاكِبَــا
يَستَصْغِرُ الخَطَرَ الكَبيرَ لوَفْــــدِهِ ^ ويَظُنّ دِجْلَـةَ ليسَ تكفي شارِبَا
كَرَماً فلَوْ حَدّثْتَـــهُ عن نفسـه ^ وَحَـذارِ ثمّ حَــذارِ مِنهُ مُحارِبَـا
فالمَوْتُ تُعرَفُ بالصّفاتِ طِبَاعُهُ ^ لم تَلْقَ خَلْقـــاً ذاقَ مَوْتـــاً آئِبَــا
إنْ تَلْقَــهُ لا تَلْقَ إلاّ جَحْفَــــلاً ^ أوْ قَسطَلاً أو طاعِنــاً أو ضارِبَا
أو هــارِباً أو طالِباً أو راغِبـــاً ^ أو راهِبـــاًأو هالِكاً أو نادِبَـــا
وإذا نَظَرْتَ إلى الجِبَـــالِ رَأيْتَهَا ^ فوْقَ السّهُولِ عَواسِلاً وقَواضِبَا
وإذا نَظَرْتَ إلى السّهُولِ رَأيْتَها ^ تَحْتَ الجِبالِ فَوارِساً وجَنَائِبَــا
وعَجاجَةً تَرَكَ الحَديدُ سَوادَهــا ^ زِنْجــــاً تَبَسّــمُ أوْ قَذالاً شَائِبَـا
فكأنّمَا كُسِيَ النّهـــــارُ بها دُجَى ^ لَيْلٍ وأطْلَعَتِ الرّماحُ كَواكِبَـــا
قد عَسكَرَتْ مَعَها الرّزاياعَسكَراً ^ وتَكَتّبَتْ فيها الرّجالُ كَتائِبَـــا
أُسُدٌ فَرائِسُها الأسُودُ يَقُودُهـــا ^ أسَـدٌ تَصِيرُ لَهُ الأسُودُ ثَعالِبَـا
في رُتْبَةٍ حَجَبَ الوَرَى عَن نَيْلِها ^ وعَـلا فَسَمَّــوهُ عَلِـيَّ الحاجِبَـا
ودَعَوْهُ من فَرْطِ السّخاءِ مُبَذّراً ^ودَعَوْهُ من غصْبِ النّفوسِ الغاصِبَا
هذا الذي أفنى النُّضارَ مَواهِباً ^ وعِـداهُ قَتْــلاً والزّمانَ تَجَارِبَــا
ومُخَيِّـبُ العُـذّالِ مِمّـا أمّلُــــوا ^ مِنْـــــهُ ولَيسَ يَرُدّ كَفّــاً خائِبَــا
هذاالذي أبصَـرْتُ منـهُ حاضِـراً ^ مِثْلَ الذي أبْصَرْتُ مِنْـهُ غائِبَا
كالبَدْرِ من حَيثُ التَفَتَّ رَأيْتَــهُ ^ يُهْدي إلى عَيْنَيْكَ نُوراً ثاقِبَـــــا
كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِــراً ^ جُـوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَــا
كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَا
أمُهَجِّنَ الكُرَمـاءِ والمُزْري بهِــمْ ^ وتَرُوكَ كلِّ كريـمِ قـوْمٍ عاتِبَا
شادوا مَناقِبَهُمْ وشِدْتَ مَنَاقِبــاً ^ وُجِدَتْ مَناقِبُـهُمْ بهِـنّ مَثَالِبَــا
لَبّيْـكَ غَيظَ الحاسِدينَ الرّاتِبَــا ^ إنّــا لَنَخْبُـرُ من يَدَيْـكَ عَجَائِبَــا
تَدبيرَ ذي حُنَـكٍ يُفَـكّرُ في غَـدٍ ^ وهُجُــومَ غِرٍّ لا يَخـافُ عَواقِبَا
وعَطـــاءَ مالٍ لوْ عَـداهُ طالِبٌ ^ أنْفَقْتَـــهُ في أنْ تُلاقيَ طالِبَــــا
خُذْ مِنْ ثَنَــايَ عَلَيْكَ ما أسْطِيعُهُ ^ لاتُلْزِمَنّي في الثّنـاءِ الواجِبَـا
فلَقَدْ دَهِشْتُ لِما فَعَلْتَ ودونَـهُ ^ مايُدهِشُ المَلَكَ الحَفيظَ الكاتِبَـا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اللهم أعنيِّ على قبول تقلبات أجواء الحياة وساعدني على تحمل أثقالها