الخميس، 13 يناير 2011

التأشيرة

القصيدة التي لامست وجدان الجمهور

رغم أن لجنة التحكيم خالفت قلوب ومشاعر جمهور الوطن العربي بأكمله ، فلم تعطه الريادة في هذه المسابقة ،ولكن يكفي ان نعرف أنه هو من يستحق لقب أمير الشعراء بحق.إنه الشاعرالمصري هشام الجخ صاحب هذه القصيدة الرائعة ، المشارك بهذه القصيدة في مسابقة أمير الشعراء .

أسبِّح باسمك اللهُ
وليس سواكَ أخشاهُ
وأعلَمُ أن لي قدراً سألقاهُ .. سألقاهُ
...وقد عُلِّمتُ في صغري بأن عروبتي شرفي وناصيتي وعنواني
وكنا في مدارسنا نردد بعضَ الحانِ
"بلاد العُرب أوطاني .. وكل العرب أخواني"
وكنا نرسمُ العربيَّ ممشوقاً بهامتِه
لَهُ صدرٌ يصدُّ الريحَ إذ تعوي .. مهاباً في عباءته
وكنا مَحْضَ أطفالٍ تحرّكنا مشاعرُنا
ونسْرحُ في الحكايات التي تروي بطولتَنا
وأن بلادنا تمتد من أقصى إلى أقصى
وأن حروبنا كانت لأجْل المسجدِ الأقصى
وأن عدوَّنا صهيونَ شيطانٌ له ذيلُ
وأن جيوش أمتِنا لها فعلٌ كما السّيلُ
سأُبحرُ عندما أكبرْ
أمرُّ بشاطئ البحرين في ليبيا
وأجني التمرَ من بغدادَ في سوريا
وأعبر من موريتانيا إلى السودان
أسافر عبْر مقديشيو إلى لبنان
وكنتُ أخبئ الألحان في صدري ووجداني
"بلاد العُرْب أوطاني .. وكل العرب أخواني"
وحين كبرتُ .. لم أحصلْ على تأشيرةٍ للبحر .. لم أُبحرْ
وأوقفني جوازٌ غيرُ مختومٍ على الشباك .. لم أعبرْ
كبُرتُ أنا وهذا الطفل لم يكبرْ

• * * *
تقاتِلُنا طفولتُنا
وأفكارٌ تعلَّمنا مبادءَها على يدِكم أيا حكامَ أمتِنا
ألستم من نشأنا في مدارسكم ؟
تعلَّمنا مناهجَكم
ألستم من تعلمنا على يدكم بأن الثعلبَ المكارَ منتظِرٌ سيأكل نعجةَ الحمقى إذا للنوم ما خَلَدُوا ؟
ألستم من تعلمنا على يدكم بأن العودَ محميٌّ بحزمته ضعيفٌ حين ينفرد ؟
لماذا الفُرقةُ الحمقاءُ تحكمُنا ؟
ألستم من تعلمنا على يدكم أن اعتصموا بحبل الله واتحدوا ؟
لماذا تحجبون الشمسَ بالأَعلام؟
تقاسمتم عروبتَنا ودَخَلاً بينكم صِرنا كما الأنعام
سيبقى الطفل في صدري يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل أيديكم
أنا العربيُّ لا أخجلْ
وُلِدتُ بتونسَ الخضراءِ من أصلٍ عُمَانيٍّ وعُمري زادَ عن ألفٍ وأمي لم تزل تحبَلْ
أنا العربي في بغدادَ لي نخلٌ وفي السودانِ شرياني
انا مصريُّ موريتانيا وجيبوتي وعَمَّانِ
مسيحيٌّ وسني وشيعي وكردي وعلوي ودرزي .. أنا لا أحفظُ الأسماءَ والحكامَ إذ ترحلْ
سَئِمنا من تشتُتِنا وكلُّ الناسِ تتكتّل
ملأتُمْ دينَنَا كذباً وتزويراً وتأليفا
أتجمعنا يدُ الله ؟ وتبعدنا يد (الفيفا) ؟؟
هجرْنا دينَنا عَمْدا فَعُدنا الأَوْسَ والخزرج
ونعبدُ نارَ فتنتِنا وننتظرُ الغبا مَخرج

• * *
أيا حكامَ أمتنا
سيبقى الطفلُ في صدري يعاديكم
يقاضيكم
ويعلنُ شعبَنا العربيَّ مُتَّحِدا
فلا السودانُ منقسمٌ ولا الجولانُ محتَلٌّ ولا لبنانُ منكسر يداوي الجرحَ منفردا
سيجمعُ لؤلؤاتِ خليجِنا العربيِّ في السودان يزرعُها فيَنبتُ حبُّها في المغربِ العربيِّ قمحاً يعصُرون الناسُ زيتاً في فلسطينَ الأبيّةِ يشربون الأهلُ في الصومال أبدا
سيُشعلُ من جزائرِنا مشاعلَ ما لها وهنُ
إذا صنعاءُ تشكونا فكلُّ بلادِنا يمنُ
سيخرجُ من عباءتِكم – رعاها الله – للجمهور مُتَّقِدا
هو الجمهورُ لا أنتم
أتسمعني جحافلُكم ؟
أتسمعني دواوينُ المعاقلِ في حكومتِكم ؟
هو الجمهور لا أنتم ولا يخشى لكم أحدا
هو الإسلام لا أنتم فكفّوا عن تجارتكم وإلا صار مرتدا
وخافوا .. إن هذا الشعبَ حمَّال
وإن النوقَ إن صُرِمَتْ فلن تجدوا لها لبناً ولن تجدوا لها ولدا
أحذِّرُكم .. سنبقى رغم فتنتِكم فهذا الشعبُ موصولُ
حبائلُكم وإن ضَعُفَتْ فحبلُ اللهِ مفتولُ
أنا باقٍ .. وشرعي في الهوى باقِ
سُقِينا الذلَّ أوعيةٌ .. سُقينا الجهلَ أدعيةٌ
ملَلْنا السقْيَ والساقي
سأكبرُ تاركاً للطفل فرشاتي وألواني
ويبقَى يرسم العربيَّ ممشوقا بهامته ويبقى صوتُ ألحاني
"بلاد العرب أوطاني .. وكل العرب أخواني"

الخميس، 20 مايو 2010

وداعا أيتها الصحراء


حين نتعب من همومنا ... ومن ألم البوح .. .. وترهقنا ثرثرات النثر ... ويعذِبنا عجز الحروف .. نلجأ إلى الشعر . وهنا أجمل الشعر .... إنها قصيدة رائعة لشاعر متميِّز ..... إنَّه شاعرعصريٌ يعيش بيننا ، ولكنه ينتمي إلى عصر الشعراء الفطاحلة ...

هو أحمد بخيت ......... ولكن من هو أحمد بخيت ؟

هو شاعرمصري وُلد في 26 فبراير 1966 بمدينة أسيوط بمحافظة أسيوط. عاش طفولته وتلقّى تعليمة في القاهرة. و تخرّج من دار العلومِ عام 1989. عمل معيداً بقسم النقد والبلاغة والأدب المقارَن بكلّية الدراسات العربية والإسلامية جامعة القاهرة - فرع الفيوم منذ عام 1990. ثم ترك العمل الأكاديمي منذ سنوات ليتفرغ للكتابة.له عدة دواوين.

.وفاز بالعديد من الجوائز ، من بينها جائزة البابطين للشعر، وجائزة الدولة التقديريه للشعراء الشباب

كما حصل أخيراً على جائزة المركز الثالث في مسابقة (أمير الشعراء) للعام 2008

وهذه قصيدته الرائعة :

( وداعا أيتها الصحراء )

سأخـرجُ مـن حريـر العاشـقــاتِ
ومـن ذهــبٍ يـخـونُ معلّقــــاتـي
أجـلْ لـي صاحـبٌ يبكـي فأبكــي
ولـي طـلـلٌ يلـيـق بمفـــــرداتـي
ولـي لغتـــن: فصـحـى أنجبتـنـي
ودارجـــةٌٌ سأمنحُـهـــــا رُفـاتــي!

ولي زهـوُ «المنخّـل» حيـن يُفضـي
بأسـرارِالبُـروقِ إلــى الحـصــــــاةِ
ولـي شـرفُ الصعـودِ إلـى غيـــومٍ
تُقطّرنـي علـى «خــدر الفـتـــــاة»

ولـي خبـزُ الخرافـةِ ملـحُ دمعــي
رمــالُ بـداوتـي خـمـرُ انفـلاتـي
ولـي بـابٌ علـى الملكـوت نبــعٌ
بـوادي الـجـنِّ عـيـنٌ للمَـهـــــاة

ولـي أبـديّـةُ الصـحـــراءِ لـيـلٌ
بــآلاف النـجـوم الشاحـبــــــات
حنيـنُ النُّـوق ياقوتُ القــوافــي
ولألاءُ التصعـلـكِ فــي الـفـلاة

ولـيْ مـا ليـس لـي خمسـون أمّـاً
ولكـنـِّي يـتـيــمُ الأغـنـيــــــــات
أتيتُ وفـي يـدي العســـراءِ سيـفٌ
ينـوحُ علـى الضحـيّـة والجُـنـــــاة
بكيتُ ومـا بكيـتُ قـروحَ روحـي
ولا شـوقـي للـيـل الظاعـنــــــات
سيرتهـنَّ "السمؤل" مـن دروعـي
وديعـةَ ذاهــبٍ نـحـو المـمـــــــات
ستنسلـخ القبـائـلُ مـنْ دمـاهـــــــا
ستنتقـمُ الحيــاةُ مــن الحـيــــــــاة!!

أأطلـبُ فـي بـلاط الــرومِ ملكــاً
ولـي ملـكُ الريـاحِ السافـيـــات؟
سأتـرك لـحـمَ أسـلافـي لقيـطـــاً
يحـنُّ إلــى حـنـان الأمّـهــــــات
وأبحـث عـن معلّـقـةٍ لـروحــي
بعيـداًعـن صـواريـخ الغُـــزاة

سلامـاًياامـروأَ القيـسِ انتهينـــــــا
حقائـبَ فـي مطـارات الشَّـتـــــات
أنـا لاأعبــــــدُ الأصـنــــامَ شـعـراً
ولا أبكي الـرســـومَ الـدارســـات
فُطمت عن الوقـوف على خرابٍ
وتأبيــنِ الـرمــــادِ بنهنـهــــاتـي
برئـتُ مـن افتـخــارٍ عنجـهـــيٍّ
بأيــَّــام الـعـظــــــامِ البـالـيــات
ولـم أصعــدْ إلـى نسـبٍ عـريـقٍ
سوى نسـبِ الصحيفـةِ والـدَّواة!!

سقطـتُ إلـى الحيـاة دماً أليـفـــــاً
يـخـوضُ المعمـعـــانَ بـــلا أداة
ومـا لـي فـي ربـاط الخيـلِ جهـدٌ
جهـادي فـي ربــاط الغانـيــــات
أنـا مـا لا يحـبُّ الـنـاسُ مـنـــي
إمـامُ الـيـأسِ مـهـديُّ الـغُــــواة

ورثتُ مـن الحضـارة خمـرَ كسـرى
وآلاتِ الـقِـيــــــانِ الـعـازفــــــات
مـن الـروم التسكّــــعَ قـربَ دَيْـرٍ
گراهـيـةَ الـرعـيّـةِ لـلـرعــــــــاة
من الهند المنجِّــــــمَ حيـن يتلـــــو
طَوالـعَ فــي كـتـاب النـيّـــــرات
مـن اليونـان سفسطتـي وشـكّــي
وحـيـرةِ موقـفـي وتســـاؤلاتـي!!

سأهبـطُ جنّـةَ الشيـطـانِ يـومـاً
وأقـرع بـابَ مملـكـةِ العُـصـاة
وأصعـدُ نـحـو علّيـيـنَ يـومـــــاً
لتقتـحـمَ الـسـمـــــــاءَ تبـتُّـلاتـي
سأعصـر گرمـةَ الأيــامِ خـمـراً
وأسـقـي للحـيــاة تناقـضـاتـــي

سلاماً يـا ابـنَ هانـىءِ نحـن جئنـا
بعصـر الشـكِّ لا عصـرِ الـهُــداة
عنيـــداً أبتـغـي مــا لا يُسَـمَّــــى
وحـيـــداً أستـظـلُّ بمعـجـزاتــي

سأخترق النبـوءة - دون خـوفٍ -
علـى خيـلِ المعـانـي الخـــالـدات
نُفِيـتُ فغبـتُ كـي أَنْفـي غيــابــي
نُعيـتُ فجئـتُ كـي أَنْعَـى نُعــاتـي

أنـا هـو أحمـدُ الكـوفـيُّ .. نـامــوا
علـى خُبْـث الرعـيّــــــــةِ والــولاة
أنـا هـو أحمـد الكوفـيُّ قـومــــــــوا
علـى غـدر السيـــوفِ المشرعـات

ستسقـط ألـفُ «بغـدادٍ» فسيـروا
إلـى ملـك الأعـاجـمِ والخُـصـــاة
فـررتُ إلـى الـذي سأفـرّ مـنـــهُ
وألجأنـي الفـواتُ إلــى الـفــوات

خسرتُ أَجَلْ .. خسرتُ نفسـي
لأربـحَ مـا خسـرتُ مـن الهِبـات
ولكـنـي أكـيـدُكُــــمُو بـمـوتــــــي
وفي شـرف الـردى شـرفُ الحيـاة
سأذهـب طاهـراً منـكـم ومـنِّـي
إلـى ملكـوت سيّـدةِ اللـغــــــات!!

دخلـتُ «معـرّةَ النعمـانِ» أعمـى
يرى زحـفَ العُصـارة فـي النبـات
يـرى بـؤسَ الأجنّـةِ وهـي تعـــوي
مـن الأصـلاب بحثـاً عـن فُتــــات
وها أنـا فـي الثلاثـة مـن سُجونـي
غـرابُ الـروحِ ينعـبُ فـي لُهاتـي

شُفيتُ فمـا شَقيـتُ بـإرث مـاضٍ
شقيـتُ فمــــا سُبـيـتُ بحـلــــم آت
فكيف طُـردتُ مـن جنّـات شكّـي
مجوسـيّـاً يكفّـرنـي قُـضــــــاتـي؟

ومن أنـا والتـرابُ يغـوصُ تحتـي ؟
ومـن أنـا فـي سمــــاء الطـائـرات؟
ومـنْ أنـا فـي ســــلامٍ معـدنـــــيٍّ ؟
ومن أنـا فـي حـروب الحاسبـات؟

سلامـــاً أيهـا الحـاسـوبُ صــــرنـا
قــوائـمَ فـي ســلال المهـمــــــــلات
سأبحـث عـن «لزوميـاتِ» صمتـي
وعـن قـبـرٍ بحـجــم تأمُّـلاتـــــــي!!

لـمــــاذا لا تُتابـعـنـــي ظـلالــي؟
لـمـاذا لا تُشابهـنـي صفاتـــــــي
لمـاذا خَــرّبَ النسـيـــــانُ قلـبـي
وخانتـنـي شجـاعــــةُ ذكـريـاتـي
فـلا طـربٌ ليأنـسَ بـي صِحابـي
ولا غـضـبٌ ليخشــانـي عِـداتـي

كأنِّـي خـارجٌ مـن كـلّ شـــــيءٍ
يُسابقني إلـى مـوتي مَــــواتي!!
بعيداًعن دمـي عـن حـزن أهلـي
بعيـداً عـن عــذابِ الكائـنـــــات
يمـرُّ الفاتـحـون عـلـى عظـامـي
فـلا تدمـى ولا تُـدمـي قَنــــاتـي

أنـا حجـــرُ النهـايــــةِ فاتركُـونـي
لأغـرقَ فــي مـيــــاه تداعيـــاتـي
هـوتْ عشـرون أندلســــاً لأبـكـي
علـى أطلالـهـا مـجـدَ الحُـفـــــــاة

فمن سيرى قـرابَ السيـفِ يبكـي ؟
ومـن سيلُـمُّ دمـعَ الصافـنــــــــات؟
ومن سيشـمُّ رائحـةَ «ابـنِ رشـدٍ»
تسافـرُ فـي مـداد «الترجـمـات»
ومن سيضـوعُ مِسـكُ الـروحِ فيـهِ
ويسكُـن فــي بـهـاء مُنمنمـاتــــي ؟
ومـن سيكـون آخــرَ عَبْشـمــــيٍّ
يُمـزّقـه نـحـيـبُ مُوشّـحـــــاتـي ؟
ومـن سيعلّـقُ الأجــراسَ مـنــــَّــا
- قُبيلَ الفجرِ - فـي عُنُـق الكُمـاة ؟

أتسـألُ يـا «ابـن زيـدون» لمـاذا
يعـافُ الشـدوَ جـبّـارُ الـشُّــــــــداة
مضى زمـنُ الذيـن حَمَـوْا حِماهـم
وليـس يليـقُ بـي زمـنُ اللـواتـــي
إلـى الرَّبْـع الخـرابِ نعـود رَهْـواً
«فـلا ثقلـتْ بطـونُ المنجِـبـات»

أنـا المتحـدِّثُ الشعـبـيُّ باسـمــــي
وباسـم اليائسيـن مــن النـجـــــــاة
مُـدانٌ بارتكـاب «الحـزنِ» جهـراً
ومتَّـهـمٌ بـإزعـــاج الـطـغــــــــاة
أنـا مـنـدوبُ تدشـيــــــنٍ لجـيـلٍ
تَناسـلَ فـي زحــام الحـافـــلات
تساقـط مـن دم الأرحـامِ كـهـــلاً
لتلعـنَــــــــه أكـــفُّ الـقــــابـلات
نما فـي السهـو فـي عَطَـن الليالـي
وفـي عُقْـم الخطـى واللافـتــات!!

أُبشّـرُكـم بتِـنّـيـــنٍ رهــــــيــبٍ
تَنفّـسَ تحـت سقـفِ العـائـلات
سيـرفـضُ إرثَـكـم دون امتـنــانٍ
ويعبـر سخطَـكـم دون التـفــــات
سيرقـص فــي قمـيـصٍ أجنـبـيٍّ
ويحـشـو تـبـغَـهُ بالمـوبـقــــات
سيهبـطُ نـحـو غُلْمـتـه لـيــأوي
إلـى قطـط الـغـرامِ الجائـعـــات
سيصنـع مـن أُبوّتكـم رصـاصـاً
لتندلـعَ الجريمـةُ فــي الجـهـــات
سيفـرحُ عندمـا تعطيـه «رومــا»
معـونـةَ شـهــــــوةٍ ومُعـلَّـبـــــات
سيخرج مـن ربـاط الخيـلِ قسـراً
ويُطْـرَد مـن دعــاء المئـــذنـات

سلاماً يا " ابن عبدلله " «رومـا»
تُـوزّع خبزَنـا وقـتَ الـصـــــلاة!!
لمـاذا تجرحـيـن صـفـــاءَ يـأسـي
وتجترحـيـن هــدأةَ خـارطـــاتـي
وتبتكـريـن نـافــــــذةً لـروحـــي
وتخترعـيـن ثـالـثـــةَ الـرئــــات
حنانَـكِ أخطـرُ الغـربــــاءِ قلـبـي
وأخطـرُ مـا بقلـبـك وشوشـاتـي

أخافـكِ أم أخـافُ عليـــكِ مـنِّــي؟
همـا خوفـان: حَـنّـانٌ وعـــــــات
أجيئـــكِ فارغـــاً مـن كـل حـلـمٍ
وممتـلـئـاً كقُـبّـعــــــــــة الـحُــواة
مـن الوعـظ الجبـان مـن الأغانـي
من الخُطـب التـي التهمـتْ ثباتـي
ومن گتـب "الحماسة"و"الأمالي "
ومـن أشهـــــى أكـاذيـبِ الــرواة
مـن اللغـو المحنَّـط فـي حــواشٍ
علـى مـتـنٍ لألـغـاز النُّـحــــــــاة!
ومـن صـوف الدراويـشِ التكايـا
دفـوفِ الـزارِ شعــوذةِ الـرُّقـــاة!
مـن الحـبّ الـذي لا حـبَّ فيــــهِ
مـن الجسـد المهـيَّـأ للسُّـبــــــات
من "
من «النيل الگظيمِ» إلـى «الفـرات»

وداعـاً للجمـال .. لشـمـس «آبٍ»
إذا ابتسمـتْ علـى خـدّ البـنـــات
لألـعـاب الطفـولـةِ للأحـاجـــي
لعصفـور الصـبـاحِ لسوسنـاتـي
وداعـاً للبـكــــاء بـصـدر أُمّــي
لفـيـروز العـيـونِ الصـافـيـات
لطعـم البرتقـالِ لصـبـح عـيــــدٍ
تَــلألأَ بالثـيـــاب الـزاهـيـــــات
لسطـح طفولتـي لـدجـاج أمّــي
لأفــــقٍ بـاتّـسـاع تخـيّــــلاتـي
لمقـرعـة المعـلِّـمِ حـيـن تعـلـو
فتنفـجـرُ العـنـادلُ صـادحـات
لحكمـة جَدّتـي لسـعـال جَــدّي
لأشـجـار الحـنـانِ الباسـقـات
لثـرثرة الصداقـةِ للمـقـــاهـي
لقهقـهـــــةٍ مـهـذَّبـةِ الـنِّـكــات
لآهـة «أُمّ كلـثـومٍ» «لشـوقـي»
لآلاءِ الـقـلـوبِ الـخـافـقــــــات
لنزهـة عاشقيـن لشـجـو نــايٍ
لأحــلام الصبــــايـا النـاهـدات
لبيـت الحـبِّ للغـد حيـن يـأتـي
لآلاف الـوعــوِد الـرائـعـــــات

لقـد وَدّعـتُ مـا ودّعـتُ مـنـــي
لأولـدَ مــن رمـــاد الأمنـيـــات
سأفتـرع الكتابـــــةَ وهــي بـكـرٌ
وأجـتـرح الحقـائـقَ ثَـيّـبــــــات
وأنتظـرُ القيـامـةَ فــي هـــــدوءٍ
وحيـــداً تحـت سقـفِ مُخيَّماتـي

متى تغضب ؟؟

متى تغضب ؟.....
متى تغضب؟ .. ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ..
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى.. بفأسِ القهر تُنتقض..
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت؟ أم يشتد في أعماقك المرض؟
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب أو يشكو ويعترض؟
.... ومن تخشى؟ ................
هو الله الذي يُخشى.. هو الله الذي يُحيي.. هو الله الذي يحمي..
.... وما ترمي إذا ترمي.. هو الله الذي يرمي..
وأهل الأرض كل الأرض لا والله ما ضروا ولا نفعوا.. ولا رفعوا ولا خفضوا..
فما لاقيته في الله لا تحفِل.. إذا سخطوا له ورضوا..
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى؟ عمالقةً قد انتفضوا..؟
تقول: أرى على مضضٍ.. وماذا ينفع المضضُ؟
أتنهض طفلة العامين غاضبةً.. وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟
...... متى تغضب ؟ ......
رأيت هناك أهوالاً.. رأيت الدم شلالاً...........
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً.. رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضب.. فأخبرني متى تغضب؟.........
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتب؟
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكب..
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب ولم تغضب؟
فصارحني بلا خجلٍ: لأية أمة تُنسب؟...........
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى.. فلا تتعب..
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوباً..
........ فعش أرنبْ ومُت أرنبْ..
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِ..؟
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِ..
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل.. ..........
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول؟..
وتغضب عند نقص الملح في الأكل
............متى تغضب؟..............
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ.. بظهر أبيه يستتر....؟
فما رحموا استغاثته.. ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً.. وخرّ أبوه يُحتضر.......
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى تغضب..؟ متى تغضب...؟ متى تغضب....؟ متىتغضب.....؟

موشح ديني للنقشبندي

من أجمل الموشحات الدينية للمنشد الشيخ النقشبندي
،، ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،،

مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطت يدي
مَن لي ألوذ به إياك يا سَندي
مولاى يا مولاى
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسط يَدي
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟!
مَوّلاي يامَوّلاي
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي
أدّعُو و هَمّسُ دعائي
بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائد و جل
ومن يعد بك لَن يَشّقى إلى الأبد
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد
من لي سواك؟ و من سواك
ومن سواك
ومن سواك
ومن سواك يرى قلبي؟
و يسمَعُه كُل الخلائق ظل في يدى الصَمد
أدّعوك يَاربّ
أدّعوك يَاربّى
أدّعوك يَاربّ
أدّعوك يَاربّى
فاغّفر ذلّتي كَرماً
و أجّعَل شفيع دعائي حُسن مُعتَقدّي
وانّظُر لحالي
وانّظُر لحالي
في خَوّف و في طَمع
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟!
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسط يَدي
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك
مَوّلاي إنى ببابك

ولاة الأرض

هو من يبتدئ الخلق

وهم من يخلقون الخاتمات!

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات!

هو يعطينا الحياة

دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة!

شرط أن يكتب عزرائيل

إقراراً بقبض الروح

بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!

**
هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي

للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن

بتفتيش الرئات

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت

و بر فع ا لـبصـما ت

عن أمانينا

وطارت عشرات الطائرات

لاعتقال الصلوات!

**
ربنا قال

بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة

فاتقينا وعملنا الصالحات

والذين انغمسوا في الموبقات

سرقوا ميراثنا منا

ولم يبقوا منه

سوى المعتقلات!

**
طفح الليل..

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟

حين يأتي فجرنا عما قريب

يا طغاة

يتمنى خيركم

لو أنه كان حصاة

أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة.

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!لم


أحمد مطر

ياقاريء كلماتي بالعرض


لم يبق لنا في غمرة التفكك والضياع والتخاذل وقبول كل أنواع الذل والإحتلال بكل أنواعه سوى الصبر والإستعانة بالشعر ليحكي عنا ويصف معاناتنـا ... فالشعر يقول مالانستطيع التعبير عنه أو رسمه .... وبما أننا عاجزون عن القول وعن الفعل فلنكتف بالشعر..فهو ديوان العرب وماضيهم وتاريخهم وحاضرهم أيضا .. فلنغرق في قراءة الشعر .. ولنستمتع به ...ففيه علاج لاضطرابات نفوسنا ... وفيه تهوين لآلامنا ....

هنا قصيدة مختارة للشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ...

هي كلمات لاتحتاج تعليق أو شرح أو تدليل ... فهي التعليق والشرح وكل مفردات التفسيروالتحليلي .... الفاعل يفعل

يقول الشاعر :




في الوطنِ العربيِّ ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ


لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ


النّملةُ قطعتْ رأسَ الفيلْ
والبّقةُ شربتْ نهرَ النيل
والجّبلُ تمخّضَ.. أنجبَ فأراً
والفأرُ توّحشَّ يوماً.. وافترسَ الغولْ
والذّئبُ يغنّي يا ليلي..يا عيني
والحرباءُ تقولْ بلباقةِ سيّدةٍ تتسوّقُ في باريسَ:
"تري جانتيلْ" معقولٌ..؟
ما تعريفُ المُمكنِ والمُتصوّرِ والمعقولْ؟

يا قارىء كلماتي بالعرضِ
وقارىء كلماتي بالطّولْ
لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ
إنّي معترفٌ بجنونِ كلامي
بالجّملةِ والتّفصيلْ
ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً
بالجّرحِ وبالتّعديلْ
وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ

خذها منّي تلكَ الكلماتُ
وصدّقها من دونِ دليلْ
بعثرها في عقلكَ......
لا بأسَ إن اختلطَ الفاعلُ بالفعلِ أو المفعولْ

الفاعلُ يفعلُ
والمفعولُ به يبني ما فعلَ الفاعلُ للمجهولْ
هذا تفكيرٌ عربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ


خُذ مثلاً
ضاعتْ منّا القدسُ
وقامتْ دولةُ إسرائيلْ
من المسؤول؟
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
خذ مثلاً دبّاباتٌ ستٌ في بغدادَ
ونشراتُ الأخبارِ تقولْ:
سقطتْ بغدادُ


من المسؤولْ؟
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ

خُذ مثلاً في الوطنِ العربيِّ
ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ



لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ


لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ
أمّا نحنُ البُسطاءُ
فأفضلَ ما نفعل ان نفرحَ حينَ يفيضُ النّيلْ
أن نحزنَ حين يغيضُ النّيلْ
أن نرقصَ في الأفراحِ
ونبكي في الأتراحِ
ونؤمنَ أنَّ الأرضَ تدورُ بلا تعليلْ
والموتُ هنا مثل الفوضى
والرّيحِ يجيءُ بلا سببٍ
وبلا تعليلْ
والحربُ هنا حدثٌ ميتافيزيقي
فاعلهُ إنسانٌ مجهولْ
وضحيّتهُ أيضاً مجهولْ

هذا تفكيرٌعربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ

فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
عفويٌ مثل شروقِ الشّمسِ
بديهيٌ مثل التّنزيلْ

أمرٌ مفروضٌ حتميٌ
وقضاءٌ مثل قضاءِ اللهِب
لا تبديلْ
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
وعلينا أن نصبرَ دوماً
فالصّبرُ جميلْ

ما أسخفها تلكَ الجّملةُ .. "الصّبرُ جميلْ"
ولدتْ جملاً أخرى تُشبهها
خُذ مثلا الخوف جميلْ
الذّلُّ جميلْ
الموتُ جميلْ
الهربُ من الأقدارِ جميلْ
وجميلٌ أن يُقتلَ منّا في غزّة يوماً مائةُ قتيلْ
وجميلٌ أن ننسى في اليومِ التّالي
ـ فالنّسيانُ جميلْ وجميلٌ ـ
أن تأتينا أمريكا بجيوشٍ وأساطيلْ


وجميلٌ أنْ تحترقَ الأرضُ
فلا يبقى زرعٌ ونخيلْ
وجميلٌ أنْ تختنقَ الخيلُ
فلا يبقى نزقٌ وصهيلْ
وجميلٌ أنْ تتهاوى كلُّ عواصمنا كي تبقى دولةُ إسرائيلْ
ياربِّ. .كفرتُ بإسرائيلْ
وكفرتُ بكلَِ حوادثنا المبنيّةِ دوماً للمجهولْ


ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هي وهمٌ
كالنّملةِ والبّقةِ
نحنُ جعلناها كالفيلْ
وتركناها تتدحرجُ فوقَ خريطتنا يوماً كالفيلْ
وتدوسُ علينا مثل الفيلْ
وتدكُّ قُرانا مثل الفيلْ

ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هذا الوهمُ الملتفُّ على الأعناقِ
إذا قررنا يوماً
سوفَ يزولْ

ياربِّ كفرتُ بإسرائيلْ ...

الموتُ الموتُ لإسرائيلْ

الكون


الكون أو الوجود موجود .. و ممتد الى الأزل .. و ليس محدود .. و لا يحد الوجود إلا العدم .. و العدم معدوم في كل زمان و مكان .. و اذا كان الكون"الوجود" في يوم من الأيام "معدوم" فهي مسألة تحتاج إلى برهان .. لذلك ليس من المنطق ان نسأل من اوجد الكون "الوجود" ..؟ لأن بالمنطق الوجود موجود و لم يكن منعدما ..

هذا بعضٌ ممايقوله الملحدون ... ومايروجون له ........

ه
اللهم أعنيِّ على قبول تقلبات أجواء الحياة وساعدني على تحمل أثقالها