الثلاثاء، 26 يناير 2010

دعني أقول رأيي ولاتعارضني ..

نعم هذا هو مايفعله بعض المدونين هنا بعض في إيلاف فهم يتباهون بحرية الرأي ... يتفلسفون حول أهمية حرية التعبير وضرورة تحرير المجتمعات المكبوتة ... وإطلاق حرية الرأي فيها ... يطلقون الكثير من الكلمات المنمَّقة حول حقوق الإنسان المسلوبة في بعض المجتمعات العربية .... يتباكون على من لايقدرون على البوح والتصريح بأفكارهم خوفا من سلطات بلادهم وهكذا .

شنْشنة كثيرة من هذا النوع نراها في بعض المدونات ،ومن بعض المدونين .... !

ولكن ماإن يتجرأ أحدٌ ويرد عليهم بما يخالف رأيهم حتى تثورثائرتهم ولاتهدأ .. هنا ينسون حرية التعبير فيبدأون بمهاجمة الشخص المخالف أو المعارض بعنف وشراسة ؛ وهكذا نكتشف أن مفهوم حريَّة التعبير عندهم هو تعبير مغلوطً وناقصً .... فحريَّة التعبير التي يطالبون بها معناها أن تتوفر لهم وحدهم وليس لغيرهم ... أي كأنهم يقولون : دعني أعبِّر عن رأيي ولاتخالفني وإلا سأمسح بك وبأهلك الأرض !!!.

بعضهم لايكتفي بمهاجمة من يرد عليه بكل غطرسة وعنجهيَّة .. بل يلجأ إلى التجريح الشخصي باستعمال عبارات من نوع الإنتماء إلى مجتمع متخلف .. والإتصاف بكذا وكذا من الصفات ...وهكذا.

أما ماهوأدهى من ذلك فهو سعىْ هؤلاء إلى تحطيم الشخص المعارض بطرق دنيئة .... كأن يتسلل أحدهم إلى مدونة الشخص الذي علَّق على موضوع له بشكل لم يعجبه ،فيلقي فيها بعضا من قذاراته اللفظية تحت إسم مستعار، دون وازع من خلق أوضمير ... ودون احترام للقوانين الإنسانية التي تطالب الشخص بأن يتمتع بحريته بشرط عدم انتهاك حرية الآخرين .
أما الشرائع الإلهية في مسألة التعامل الإنساني فلن نذكرها هنا لأن الكثير منهم لايؤمنون بها ولايحترمونها ... وهو مايتضح من كتاباتهم .. ولو آمنوا بها لاختلف الوضع تماما.

كنت آمل أن أجد هنا مجتمعاً يجمع بين المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي الحر، وكل منهم يتمتع بحريَّة التدوين والتعبيرعن رأيه دون المساس طبعا بحرية الآخرين .. ودون التعرض للإيذاء اللفظي والتجريح الشخصي والتهكم والسخرية من قبل بعض الكتَّاب..

ومع الأسف خاب ظني حين شاهدتُ ماشاهدتُ هنا من أفكار سقيمة وتحزٌّبات وتحجيم للفكر المخالف.

أطمع في أن يعمل المشرفون على مدونات إيلاف على معالجة موضوع التشاتم والقذف والتجريح بين المدوِّنين بعدم السماح لأي شخص بالتعليق على المواضيع إلا إذا كان مسجَّلا كصاحب مدونة هنا حتى يمكن محاسبته إذاأخطأ ... أما ترك الحبل على الغارب كماهو حاصل الآن ففيه إساءة كبرى لأصحاب المدونات المتفاعلين مع المواضيع المختلفة التي تطرح هنا .



رأيٌ أتمنى أن يجد الإهتمام الكافي من المشرفين على المدونات ،وذلك من أجل الإرتقاء بمستوى هذه المدونات ، وتوفير الحرية للجميع . مع تحياتي لإيلاف ولكل المدونين الشرفاء.

الحب داءٌ أم دواء ..؟

يقول ارسطو " الحب الذي ينتهي ليس حباً حقيقياً ".
ولكن ماهو الحب الحقيقي ؟... وهل هناك نوع حقيقي ونوع غير حقيقي ..؟........وكيف يفرق المرء بينهما .... ؟.هل الديمومة هي التي تميز الحب الحقيقي عن الحب المزيف ؟...ولماذا يموت الحب في قلوب العاشقين ؟.. ومالذي يجعل الحب يدوم ؟...... هل هناك وصفة أو طريقة للمحافظة على الحب ...؟... أسئلة طالما حيرت الشعراء والمفكرين والعشاق على مدى الحياة ....

ولعل ذلك الإهتمام بمسألة الحب جاءت بسبب أن الحب صفة بشرية مرافقة للإنسان منذ بدأ الخليقة .. أو هي عاهة يبتلي الإنسان بها أراد ذلك أم لم يرد .... ألم يقل الشاعر( ابن المعتز ) ذات مرة :
داءٌ قديـم في بنـي آدمٍ . . . صبـوةُ إنسـان بإنسـان
إذن فالحب في نظر البعض داءٌ ... وهوداءٌ مقدر على الإنسان أن يُبتلى به ولو مرة في العمر شاء ذلك أم أبى ... وقد يطول بلاؤه وتتكررمعاناته حسب شخصيته وقدرته على التحمل ... أوربما لعدم وجود مناعة كافية لديه ... وربما هومجرد اختراع بلغة هذا الزمان ... اختراع من صنع البشر ... كما قال شاعر العصر الحديث :
الحبُّ في الأرض بعضٌ من تخيِّلنا ... لولمْ نجـده عليها لاخترعناه .
ولكن هل المرء يصاب بهذا الداء رغماً عنه لنقصٍ في مناعته ... أو لأنه هو من يبحث عنه ويعرض نفسه له رغم معرفته بخطورته وعواقبه وآلامه القاسية ...! ... ولمَ يحب المرءشخصا بعينه ويترك شخصا آخر قد يكون أفضل منه من ناحية المحاسن الجسدية أو الصفات الروحية ... البعض يقول أن كيمياء الحب هي التي تجمع بين شخصين فتسلبهما القوة والإرادة ، وبالتالي يصابان بداء الحب ويقعان فريسة له ... وقد يقع أحدهما وينجو الآخر فتكون الطامة ... حيث لااستجابة ولاقبول لعواطف الشخص الآخر .. وقد يقع إثنان في الحب وتشتعل العواطف في جوانحهما معاً، ثم تنطفيء هذه الشعلة عند أحدهما لسبب أو بدون سبب فتكون المأساة التي يشكو منها العشاق ويكتب عنها الشعراء وتحاك حولها الأساطير والحكايات ... والتي قد تتطور آثارها فتمتد إلى جنون العاشق المهجورأوانتحاره ، أوربما إصابته بالإكتئاب ، وفقدان الثقة بالعالم وبالناس.
وإذا كان الحب يحمل مثل هذه النهايات المفجعة فلمّ يغامر الإنسان ويترك نفسه يقع في شباكه المنصوبة ؟ ... لاإجابة مقنعة أبدا.

يقول باولوكويليو : ( الحب يشبه إدمان المخدرات، في البداية إحساس بالغبطة والإستسلام، ثم تحتاج للمزيد، لم تدمن بعد، ولكنك استحسنت إحساسك وتود المزيد من هذا الشعور ، وتظن أنك قادر على التحكم فيه .ثم تبدأ بالتفكير في الحبيب دقيقيتين وتنساه لثلاث ساعات .ثم شيئا فشيئا تتعلق بهذا الشخص فلا تكف عن التفير فيه .ومع الوقت ينتابك نفس إحساس المدمنين حين لايتوفر لهم ماأدمنوه ؛ تجد نفسك مستعدا لفعل أي شيء من أجل الحب والحبيب حتى لو كان فيه إساءة وإذلال لك).
وكم أذلَّ الحب من سيِّد وأطاح بعرشٍ وأخلَّ بمكانة .

باختصار ؛ يضرب الحب شوبيذلّ كما يشرح لنا المثل اللبناني .
اللهم أعنيِّ على قبول تقلبات أجواء الحياة وساعدني على تحمل أثقالها